"لماذا الحسين؟"



"لماذا الحسين؟"
طالب عباس الظاهر
مذُ كنت طفلاً غض العود كان يحاصرني السؤال،

سؤال بريء يلثغ حروفه البكر:

لماذا الإمام الحسين (عليه السلام) من دون الأئمة الأطهار؟

بل، ومن دون الأنبياء والرسل، والأولياء الصالحين و.. و..!

ورحت أسمع بين أرجاء المدينة صوتا هادرا يتردد في كل مكان،

في مستهل كل عزاء:

(آه يا حسين ومصابة... ولجله العين سچابة)

وبالسرّ - فيما بعد- أسعى لأسمع:

(يا حسين بضمايرنا... إحنه بيك آمنه)

ويعاودني ذات السؤال:

لماذا هذا الحزن والبكاء؟

بل .. لماذا كربلاء؟

وأتهجى الحروف لشاعر كربلائي:

" كذب الموت فالحسين مخلدْ

كلما أخلق الزمان تجددْ "(1)

ومن ثم أقرأ منبهراً فيما بعد لشاعر عراقي صابئي قوله :

"فَـمُذْ كنتُ طفلاً رأيتُ الحسين

مَـناراً إلى ضوئِـهِ أنـتَمـي

وَمُذْ كنتُ طفلاً عرَفتُ الحسـين

رِضاعاً.. وللآن لم أ ُفـطَـمِ !" (2)

ومن ثم أقرأ لشاعر عربي:

"لا يـنـقضي ذكـر الحسين بثـغرهم

وعلى امتداد الدهـر يُوقِـدُ كاللَّـهب

وكـأنَّ لا أكَــلَ الزمـــانُ على دمٍ

كدم الحـسين بـكـربلاء ولا شــرب"(3)

وأخيراً ، أدركت لماذا الإمام الحسين؟

أجل، فإنه وارث جميع الرسل والأنبياء،

وأنه حلم الوجود، والشاخص الوضاء في ظلمات الأرض

فلم يقصد أحدا، بل.. لن يكن بمقدوره أبداً

اختزال رسالة الحسين (عليه السلام) بسويعات يوم عاشوراء

لكن أحداث عاشوراء هي من اختزلت الزمن،

وإن نهضته المباركة على أرض كربلاء..

إنما مثلت ومازالت وستبقى تمثل امتداداً لرسالة جده الخاتم،

بالإسلام المحمدي الأصيل،

لذلك قال بحقه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم):

( حسين مني وأنا من حسين).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا المساجد هي المباني الوحيدة الناجية من تسونامي إندونيسيا؟

كيف تختبر محبة الله تعالى والأنس به في نفسك