«مضبوطة وقهوة مضبوطة !!


«مضبوطة وقهوة مضبوطة m6I45168.jpg



قل ما هي جريدتك المفضلة... أقلْ لك من أنت!!
فاختيارك لصحيفتك هو جزء من شخصيتك. أنا شخصياً أعتبر الصحف الراقية هي قهوتي الصباحية، فجريدة مثل الشرق الأوسط بأناقتها ورشاقتها وكتابها بالنسبة لي قهوة سكر زيادة.
وقل لي: هل تستطيع أن تستغني عن صحيفتك أم قهوتك الصباحية؟ وهل تغنيك المواقع الإلكترونية عن رائحة صحيفتك؟ ما أعرفه أنه بلا صحيفة لا توجد قهوة مضبوطة، وبلا قهوة مضبوطة لا يوجد صباح جميل.
فهل تتعطل مصانع البن، وهل يتوقف الفتيان والصبايا عن جمع البن في البرازيل كل صباح لتصديره لعالم رايقة لا يروق لها الصباح بلا صحيفة «مضبوطة وقهوة مضبوطة؟». أقول هذا الكلام بعد أن أصبحت هناك مخاوف من اندثار الصحافة الورقية، وأن هناك ثلاثة سيناريوهات ستواجه المهنة الصحافية، تمثل تحديات لا فرار منها، أولها، أن تستمر الصحافة الورقية في منافسة مع الصحافة الإلكترونية مع توقعات ضعيفة بغلبة الصحافة الورقية، وثانيها، أن تكون المنافسة جنباً إلى جنب مع أفضلية للإلكترونية، وثالثها، أن تكون الغلبة وبفارق شاسع للصحافة الإلكترونية!
الخلاصة، أن التوقعات تعددت، والنتيجة واحدة؛ فهي 3-0 لصالح الصحافة الإلكترونية، أو خسارة الصحافة الورقية 0-3.
هذا رأي الأكاديمية، ولكن متى صدقت توقعات الأكاديميين التي أصبحت من توقعات المنجمين، فقد كذب الأكاديميون ولو صدفوا أو صدقوا.
فحتى في أميركا وأوروبا -حيث العالم الأول- لاتزال كل يوم تصدر صحيفة، حتى وإن أغلقت صحيفة؛ لأن هناك جيلاً مثلي ومثلك لا يهنأ له بال إن لم يستنشق عطر الصحيفة ، فصحيفة الإنترنت عشق طارئ، أما الجريدة فلها ذكريات معي ومعك، فهي مثل بنت الجيران في مرحلة الصبا، مهما عرفت من نساء وأحببت واقترنت تبقى لها نكهة خاصة.
ثم إن الطائرات النفاثة والكونكورد والقطارات السريعة لم تلغ الدراجة الهوائية، والسيارات الفارهة لم تلغ السفن، والتلفزيون رغم كل بريقه وعظمته لم يلغ المسرح، والفيديو مهما تطاول فلن يصل إلى قامة السينما، والقارئ السريع الذي يشبه الوجبات السريعة لن يلغي قراء المقاهي الذين يعتبرون الصحيفة هي قهوتهم الصباحية!!
شعلانيات:
| إذا أردت اكتشاف عقل شخص فانظر إليه كيف يحاور من يخالفه الرأي!
| أن تعيش لتحقق حلمك خير لك من أن تعيش لتحطم أحلام الآخرين!
| تضع المرأة مجوهراتها في الخزانة؛ لعدم ثقتها في الخادمة... في حين ترمي طفلها بين أحضان تلك الخادمة كل الوقت... والثقة موجودة!!
| الصمت يمنحك متعة التنزه في عقول الآخرين!
للكاتب مبارك الشعلان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا المساجد هي المباني الوحيدة الناجية من تسونامي إندونيسيا؟

كيف تختبر محبة الله تعالى والأنس به في نفسك