البيزنطيون الجدد!

| كان «ليبل» النقاش في الوطن العربي الجميل بضاعة مستوردة
وبعد انتشار الفضائيات أصبح تصنيعاً محلياً بلا جودة.
أو تصنيعاً رديئاً في أغلب الأحيان.
أو غير صالح للاستهلاك الآدمي.
فالنقاش الجميل له قواعد جميلة تقوم على أن
العقول الكبيرة تناقش الأفكار....
العقول المتوسطة تناقش الأحداث....
العقول الصغيرة تناقش الأشخاص....
فالنقاش مع العقول الصغيرة كالضغط على رأس عطر فارغ،
مهما اجتهدت في ضغطه لا ينتج عطراً، بل يؤلم إصبعك لا أكثر.
والأواني الفارغة تحدث ضجة أكثر من الأواني الممتلئة،
وكذلك البشر لا يحدث ضجة
إلا ذوو العقول الفارغة
فلا تضيع وقتك بالمجادلة معهم..
لا تناقش السفهاء، فسيستدرجونك على طريقة:
ما ناقشت جاهلاً إلا وغلبني، وما ناقشت عالماً إلا غلبته.
الحوار والمناقشة فـن لا يجيده إلا الراسخون في علم الإنصات.
.. أنـزل الله –تعالى- من فوق سبع سموات: «وجادلهــم بـالـتي هـي أحسـن» هذا التعامل الراقي في النقاش.
وهنـاك نمـاذج رائعـة مـن حيـاة الرسـول صــلى الله عليـه وسلـم.. فـي النـقاش والحـوار.
فهل نتعلم؟!
أما أولئك البيزنطيون الذين يملأون حياتنا في الصحف والفضائيات كل صباح ومساء، فسيكون نتيجة جدلهم سقوط مدينة الديمقراطية
مثلما كان هذا الجدل العقيم أحد أسباب سقوط مدينة بيزنطة، فبينما كان السلطان العثماني محمد الفاتح على أسوار القسطنطينية (بيزنطة) يدكها مع جيشه بالقنابل والمنجنيق، ويحاولون تسلق أسوارها العالية من أجل الدخول إليها، كان الرهبان وعلماء بيزنطة في الكنيسة الكبيرة، يتجادلون فيما بينهم عن مسألة: من وجدت قبل الأخرى، الدجاجة أم البيضة!
ومثلهم يفعل من يقول من وجد قبل الأخرى الدكتاتورية أم الديمقراطية؟!
 
 
شعلانيات:
| إذا أردت اكتشاف عقل شخص فانظر إليه كيف يحاور من يخالفه الرأي!
| إذا أراد الله بعبد خيراً فتح له باب العمل، وأغلق عليه باب الجدل.
| وإذا أراد الله بعبد شراً أغلق عليه باب العمل وفتح له باب الجدل!
| قمة الأدب أن تنصت إلى شخص يُحدّثك في أمر أنت تعرفه جيداً وهو يجهله!
مبارك الشعلان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا المساجد هي المباني الوحيدة الناجية من تسونامي إندونيسيا؟

كيف تختبر محبة الله تعالى والأنس به في نفسك