دموعٌ دمويّةٌ



img1
بقلم: ولاء الصّفّار


نقرأ ونستمع ونتابع يومياً كلمات أو أحاديث عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وردت في زيارات مخصوصة أو وصايا أو مواعظ تتضمن كلمات أو عبارات تفوق مستوى الإدراك العقلي لتفسيرها أو ترجمتها فنعتبرها ضرباً من الخيال أو وردت لتوصف عظم الحادثة أو الواقعة باعتبارها نادرة الحدوث، ولعل من بين تلك الشواهد ما ورد في زيارة الناحية المقدسة عن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) (وَلَأَبْكِيَنَّ عليكَ بَدَلَ الدُّموعِ دماً)، ولعل الكثير منا يتساءل هل من المعقول أن يبكي الإنسان دماً بدل الدمع؟!!! إلا أننا من خلال الرجوع للدراسات والبحوث نجد أن دراسة أجراها الدكتور (باريت جي. هايك) مدير "معهد هاملتون للعيون" في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2004م لمعرفة إمكانية ذرف الدم بدل الدمع من العين عن طريق استخدام المسح بالرنين الصوتي، والموجات فوق الصوتية فاستنتج أن مثل تلك الحالات نادرة الحدوث وتُعرف باسم "هيمولاكريا"، وتعني "الدّموع الدّمويّة" تحدث حينما يصاب الشخص بصدمة قوية أو بإصابات بليغة في الرأس إلا أنه عجز عن إيجاد تفسير منطقي لها.


في حين أثبتت الدراسات الحديثة أن الكيس الموجود خلف العينين إذا جرح يتحوّل الدمع إلى دم، فلو بكى الإنسان كثيراً وبشدّة تتحول دموعه إلى دم، كما أشارت دراسات أخرى أن البكاء يؤدي إلى حزن القلب باعتباره المضخة الرئيسية للدم ومن أثر الحزن يغلي ويظهر منه بخار يجري في عروق العين ويخرج دماً وإذا اشتد الحزن وطال البكاء حصلت اليبوسة بالجسم التي تُسبب جفافاً داخلياً والدمع هو يُرطب العين لكن في حين توقفه تتأثر العروق وتتقرح فيخرج منها الدم بدل الدمع كما أشار إلى ذلك الإمام الرضا (عليه السلام): ((إن يوم الحسين أقرح جفوننا))


ولعل المقدمة أعلاه تجعلنا أمام تساؤلات عدة تدور حول وضع إمامنا الغائب وهو يستحضر يومياً واقعة الطف العظيمة ويناجي ربه لتعجيل فرجه، ولكن ربما التمديد الإلهي لتلك الثورة يأتي بسبب عدم وجود أنصار مخلصين قادرين على نصرته في الأرض، ولعلنا بحاجة ماسة إلى محاسبة ومعاتبة أنفسنا لنعرف هل أننا قادرون على نصرة إمامنا؟؟ وهل هنالك استعداد حقيقي للتضحية؟؟ وما مدى علاقتنا بالحسين (عليه السلام) حتى نعرف الدافع الذي سيدفعنا للفداء والتضحية من أجل أخذ الثأر له ممن ظلموه.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا المساجد هي المباني الوحيدة الناجية من تسونامي إندونيسيا؟

كيف تختبر محبة الله تعالى والأنس به في نفسك