ضريحُكَ كالشَّمس

الشّيخ : أحمد الدّرّ العامليّ





بوصفِكَ طافت جميعُ العقولْ


وعادت ولم تَجْنِ غيرَ الذُّهولْ


سَـعَت لتحلَّ رموزَ جمـــــالِكَ


لكنْ تلاشت لديهـــــا الحُلولْ


لأنَّــــكَ ســـــرٌّ بذاتٍ ووصفٍ


ولفظٍ ومعنىً فكيفَ الوصولْ


وأنتَ كمثـــلِ كتـــــابِ الإلـــــهِ


بقوسِ الصعودِ وقوسِ النُّزولْ


لديكَ بيـــــانُ جميعِ الخفــــايا


وتخفى عن الفكرِ مهما يجولْ


عذرتُ البلاغةَ يومَ استجارتْ


وحـــارتْ! فقالت وجَلَّ المَقُولْ:


محـــــالٌ تطيــرُ العقولُ إليكَ


لأنَّــكَ طودٌ وهُـــــنَّ السُـهولْ


فأشهـــــدُ أنَّكَ ليـــسَ كمثلِكَ


معنىً تجـــــاوزَ حدَّ العقـولْ


******


قَرأتُ فـداءكَ دينَ السَّمـــــاءِ


فألفيتُ فيـــه جميعَ الفصولْ 


خريفَ الرَّحيلِ شتــــاءَ العطاءِ


ربيعَ الشَّهادَةِ صيفَ الوصولْ 


أتَتْـكَ أميَّـــــةُ تطلبُ ثـــــأراً


فعـــــادَت بِــذلٍّ تجرُّ الذُّيولْ


تَــراكَ انتصرتَ وأنتَ صريعٌ


فكنتَ الخلودَ وكانوا الخمولْ


تروِّي الهدى بالدِّما، والظَّما


سقى شفتيكَ بكأسِ الذُّبولْ


تمنَّى العُلى لو يطــالُ عُلاكَ


وخدُّك قـــــد عفَّــرتهُ الرُّمولْ


رآكَ الزمـــــانُ إمــــامَ الشموخِ


وإنْ داست الصدرَ منكَ الخيولْ


سلامٌ عليكَ حيـــــاةَ الحيــاةِ


على منحرٍ حزَّ نحرَ النُّصولْ


******


بِرغْمِ أنوف الأُلى أسَّســــوا


لِظُلمِ الرَّســـولِ وآلِ الرَّسولْ


ضريْحُكَ كالشمسِ لمَّـــا يزَلْ


يشعُّ ضياً ما اعتراهُ الأُفولْ 


وهـــا هو يزهو بثوبٍ جديدٍ


لِيَهنا المحبُّ ويَخْسا العذولْ 


كَسَـــــاهُ اللُّجَينُ رداءَ البهاءِ


بإشرافِ قومٍ كرامِ الأصولْ


فباركْ إلهي جميع الأيـادي


رجالاً نساءً شبــــاباً كهولْ


وقلِّد جميعَ محبِّي حســـينٍ


وســـــامَ الزِّيارةِ ثمَّ القَبولْ


وحيثُ الضريحُ تجدَّد، أرِّخْ:


بلى اليومَ قرَّت عيونُ البتولْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا المساجد هي المباني الوحيدة الناجية من تسونامي إندونيسيا؟

كيف تختبر محبة الله تعالى والأنس به في نفسك