الركائز الحضارية لحركة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)

الغرب ينحني تعظيماً لرسول الله images?q=tbn:ANd9GcT
ويمكن أن نلخص الأعمدة الأساسية التي قامت عليها حركة الرسول (صلى الله عليه وآله) الإصلاحية في الأمور التالية:
1 ـ الحرية الإسلامية
: حيث إن الرسول (صلى الله عليه وآله) قام من أجل الحرية وإنقاذ الإنسان من الاستعباد الجاهلي، وعن طريق إنقاذ الناس من العبودية استطاع الرسول أن ينجح في حركته، وإذا أردنا أن ننقذ العالم الإسلامي فلابد لنا أن نجاهد من أجل الحرية.
2 ـ الأمة الإسلامية الواحدة
: فبعد أن جمع الرسول المسلمين ووحدهم في إطار أمة واحدة، انطلقت الأمة الإسلامية فبنت للعالم مجداً حضارياً بقيت الإنسانية تتمتع به طوال قرون عديدة. وإذا أردنا أن ننال المجد ثانية لابد أن نسعى لتحقيق أمة إسلامية واحدة.
3 ـ الأخوة الإسلامية
: فعندما كانت روح الأخوة هي الحاكمة بين أصحاب الرسول استطاعوا النجاح، فالرسول (صلى الله عليه وآله) ألغى الفوارق بين الغني والفقير، والأبيض والأسود، والعربي والأعجمي، حتى أصبحت الأخوة الإسلامية هي المقياس في فهم العلاقات الاجتماعية، ومن ثم ساروا في الاتجاه المنطقي للحياة، وعلينا إذا أردنا أن نستعيد مجدنا الغابر الرجوع إلى الأخوة الإسلامية بمعانيها الصادقة.
4 ـ الشورى
: فعندما يساهم الناس بآرائهم في ممارسة الحكم وأتخاذ القرار تتفتح الكفاءات ويرتبط الناس بالحاكم ويستعدون للتعاون معه مثل ما تعاون المسلمون مع الرسول (صلى الله عليه وآله) في صنع مجد الحضارة الإسلامية وإذا أردنا أن نتخلص من مآسينا لابد أن نتخذ الشورى منهاجاً في الحياة.
5 ـ السلم واللاعنف
: فإن العنف يحطم أهداف الحركة ويلغي مشروعيتها، وينفر الناس منها، بينما السلم يقودها نحو النجاح والتفاف الناس حولها. ولهذا نجح الرسول في بناء دعائم الإسلام وانطلاق حضارته.
6 القانون الإسلامي
. فقد بنى الرسول (صلى الله عليه وآله) مجتمعاً متحضراً ومتماسكاً عن طريق تطبيق القوانين الإلهية التي تمنح السعادة والاستقرار للمجتمع، فإذا أراد المسلمون أن يتخلصوا من مشاكلهم لابد أن يفهموا هذه القوانين ويسعون لتطبيقها. قال الله تعالى في كتابه العزيز: (ومن أعراض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا).
7 ـ مكارم الأخلاق
: فلا يمكن النجاح بالأخلاق السيئة التي تنفر الناس وتبعدهم فقد استطاع الرسول أن ينجح بأخلاقه العظيمة مثل: العفو عمن ظلمه، سعة صدره، وتحمله للأذى، صبره على المكاره، تشاوره مع أصحابه، حلمه وعدم غضبه، زهده وعدم ترفعه، جلوسه مع المساكين والضعفاء وعدم تكبره عليهم، مداراته للناس واستيعابهم عن طريق صلتهم وحل مشاكلهم وقضاء حوائجهم إلى صفات كثيرة ترسم لنا طريق العمل السليم في حياتنا.
قيم السماء تجسدت في خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)
- وفاؤه
: في غزوة بدر أسر المسلمون عباس عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجردوه من لباسه، فعندما أرادوا إكساءه لم يجدوا له ثوباً يناسب جسده لما كان فيه من عظم الجثة، حتى جاء عبد الله بن أبي وكان في صفوف المسلمين فألبسه ثوبه، ثم وبعد سنوات أخذ عبد الله بن أبي يعادي النبي (صلى الله عليه وآله) ويخاصمه وصار من كبار المنافقين الذين كانوا يؤذون النبي (صلى الله عليه وآله) في مختلف المجالات ولكن عندما حضرته الوفاة جاءه النبي (صلى الله عليه وآله) وحضر جنازته ثم كفن بثوبه وصلى عليه، فكان ذلك مقابلة منه (صلى الله عليه وآله) لإحسانه في بدر لعمه العباس.
- مزاحمه
: كان (صلى الله عليه وآله) في منزل قبا وعنده التمر فجاءه صهيب بن سنان وهو يعاني من ألم في إحدى عينيه، فأخذ صهيب يشارك النبي (صلى الله عليه وآله) في أكل التمر، فمازحه النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: أتأمل التمر مع ألم عينك، فأابه قائلاً: آكل بالعين التي لا تؤلمني!! فضحك النبي (صلى الله عليه وآله).
- خشيته
: عن حمران بن أعين عن عبد الله بن عمر أنه قال: سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم شخصاً يتلو قوله تعالى: (إن لدينا أنكالا وجحيماً وطعاماً ذا غصة وعذاباً أليما)(2)، فعند ذلك ارتعد (صلى الله عليه وآله) ثم أغمي عليه.
- إكرامه الضيف
: كان عدي بن حاتم الطائي مشركاً قد فرّ إلى الشام عندما غزا المسلمون جبل طي، ولكن بعد فترة جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليسلم ويعلن إيمانه بالنبي (صلى الله عليه وآله) إكراماً بالغاً فجاء به إلى بيته وفرش له وسادة وأجلسه عليها وجلس هو (صلى الله عليه وآله) على التراب، وعندما أمتنع عدي من ذلك أبى (صلى الله عليه وآله) إلا أن يجلسه على الوسادة ويجلس هو (صلى الله عليه وآله) على التراب.
مؤوسسة السبطين العالمية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا المساجد هي المباني الوحيدة الناجية من تسونامي إندونيسيا؟

كيف تختبر محبة الله تعالى والأنس به في نفسك