النفس كالزجاجة، إن لم يملأها شيء، ملأها الهواء!!



النفس كالزجاجة، يملأها شيء، ملأها hwaml.com_1402158475

قبل وجود مواقع التواصل الاجتماعي.. كان التواصل أكثر اجتماعياً!عالم افتراضي يتصل بالواقع وينفصل عنه، وإذا أردت أن تعرف إلى أي مدى وصلت رداءة هذه المرحلة في التواصل الاجتماعي؛ فانظر إلى الناس وهم يتواصلون إنسانياً مع بعضهم في المناسبات؛ فالذي يبعث لك «مسجاً» أو واتس أب، يقول فيه: كل عام وأنتم بخير، يكون قد كسب فيك معروفاً كبيراً يجعل الواحد منا عاجزاً عن رد هذا المعروف؛ فلا يملك إلا أن يرد المعروف بمعروف مثله، وربنا يديم المعروف!
فيرد بمسج؛ لكي «يوطد» علاقته الإنسانية، ويؤكد تواصله الحميم مع الآخرين. وكل ذلك «بمسج».
وإذا أراد الواحد منا أن يعرف كم هي «قوية»، علاقاته الإنسانية، و«متينة» وحميمة مع الآخرين، أو علاقات الآخرين معه قوية وحميمة وإنسانية، فعليه أن يقارن بين عدد من «اتصل» به مهنئاً، وبين من بعث «مسجاً»، وهو سيكتشف حتماً أن كفة «المسجيين» غالبة على كفة المتصلين، بعد أن «تعطلت» لغة الكلام بما يكفي بين الناس بسبب الفضائيات؛ لتأتي «المسجات» وتعطل ما بقي بين الناس من لغة الكلام.
ففي هذا الزمن الرديء، لا يمكن أن تكون العلاقات إلا ابنة شرعية لهذا الزمن.. تكتسب رداءاتها من زمنها الرديء!!
لذلك أصبحت العلاقات الإنسانية سريعة مثل الوجبات السريعة؛ فالناس ليس لديهم رغبة لأن «يطبخوا» على نار هادئة، ولا أن يقيموا علاقات إنسانية على نار هادئة، طالما أن هناك وجبات سريعة وعلاقات إنسانية سريعة، لذلك لا نستغرب بعد ذلك أن تكون علاقات هذه الأيام بلا لون ولا طعم، ولا حتى نكهة؛ فنحن في مرحلة التباعد الاجتماعي متنكراً في ثياب التواصل الاجتماعي!!
شعلانيات:
| الأشياء الجميلة بداخلنا وليست في الأحداث؛ فعندما نمتلك عيناً جميلة، سنرى كل شيء جميلاً، وعندما نمتلك نفساً راضية، سنرضى ولو بالقليل!
‏| النفس كالزجاجة، إن لم يملأها شيء، ملأها الهواء!!
| ما أروع هذا الـشعور في السجود.. تهمس في أذن الأرض؛ فيسمعك من في السماء!
| ما أروع أن تُعامل الناس تحت قانون: ما لا ترضاه على نفسك، لا ترضَه على غيرك

للكاتب مبارك الشعلان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا المساجد هي المباني الوحيدة الناجية من تسونامي إندونيسيا؟

كيف تختبر محبة الله تعالى والأنس به في نفسك